theme-sticky-logo-alt
theme-logo-alt

هل انتصر الأسد؟

0 Comments

سألني الكثير من الأصدقاء الأجانب والعرب والسوريين،

هل صحيحٌ أنَّ الأسد انتصر؟ وفشلت الثورة؟

وبدوري سألتهم مستغرباً: لماذا تسألون هذا السؤال؟ وما الجديد الذي دعاكم لطرحه؟

أجابوا:

ألا ترى سلسلة الانتصارات العسكرية الأخيرة التي حقّقها النظام؟ ونيته بالإعداد لانتخابات جديدة قادمة من خلال شرعية الاحتلال وتحت مظلة مؤتمر “سوتشي” و/ أو “الأستانة”… وسط غياب أمريكي مريب، واستنكار أوروبي غير فاعل!

كذلك، ثمّة عددٌ غير قليل ممن عاد إلى حضن النظام سواء ممن كانوا قد أسموا أنفسهم بالمعارضين أو الضباط المنشقين …

ألا ترى أنَّ المدن والمناطق التي كانت محاصرة سقطت وتلك التي ما زالت محاصرة يدفعها العالم بسكوته عن القصف الإجرامي اليومي المدمِّر؛ إلى الاستسلام والمصالحة مقابل فضّ الحصار!..

أجبتهم،

أيُّ انتصاراتٍ هذه التي تتحدّثون عنها؟

هل حرق الأراضي والحقول والمحاصيل هو انتصار؟

هل تدمير أكثر من 80% من المدن والقرى وتسويتها بالتراب هو انتصار؟

هل تدمير المستشفيات وحرمان الشعب من أدنى حدٍّ من الاحتياجات الطبّية، هو انتصار؟

هل منع أطفال الوطن من التعليم لعشرات السنين وتدمير مدارسهم ، هو انتصار؟

هل تدمير آثار الوطن التي عمرها آلاف السنين وسرقتها والمتاجرة بها هو انتصار؟

هل قتل أكثر من مليون سوري وتغييب واعتقال مئات الآلاف هو انتصار؟

هل تجويع الشعب وذبح الأطفال واغتصاب النساء وتعذيب الشيوخ هو انتصار؟

هل تهجير أكثر من 10 ملايين سوري من منازلهم إلى الشتات في الداخل والخارج هو انتصار؟

هل حصار آلاف الأسر وحرمانهم من المستلزمات الأساسية للحياة من طعام وأدوية وعلاج هو انتصار؟

هل ارتكاب أبشع أنواع المجازر وجرائم الحرب على أساس طائفي وأثني وعرقي وقومي هو انتصار؟

نعم انتصر الأسد!

لقد جعل 13 مليوناً من السوريين يعيش تحت خط الفقر – منهم 4.4 مليوناً في حالة من الفقر المدقع؟

لقد رفع نسبة البطالة لتطال أكثر من 50% من السوريين؟

لقد دمّر بالكامل اقتصاد الوطن وقضى على كلّ قطّاعاته الاقتصادية من سياحة وصناعة وزراعة وخفّض الناتج القومي ومعدل النمو إلى مستويات مذهلة حمراء؟

لقد وصلت قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها في تاريخ سوريا؛ انخفضت من من 50 ليرة للدولار إلى 500 ليرة سورية؟

ماذا يريد الشعب السوري؟

هل الشعب السوري يريد رئيساً لم يتوانَ عن استخدام أبشع أنواع الأسلحة الفتّاكة من صواريخ “أرض- أرض” وقصف بالطائرات والأسلحة الكيماوية وإلقاء البراميل المدمّرة على شعبه بشكل عشوائي بغرض القتل والتدمير للاحتفاظ بالسلطة والكرسي الرئاسي.

هل الشعب السوري يريد رئيساً باع الوطن لإيران وروسيا ومرتزقتهما وسمح لكلّ الدول الأخرى بإدارة معاركها الخاصّة على الأرض السورية وعلى حساب دماء السوريين وأمنهم  بحجّة مقاومة الإرهاب وحماية المصالح والحدود.

هل الشعب السوري يريد رئيساً استنجد بمرتزقة حزب الله والباسردان ( الحرس الثوري الإيراني) ليستبيحوا حرمة الوطن لأنّ جيشه الطائفي المهلهل لم يكن قادراً على الصمود وحماية دايناستي أسرة الأسد.

هل الشعب السوري يريد رئيساً رهن اقتصاد سوريا ومواردها إلى عقود قادمة لدى الدب الروسي والتنين الإيراني.

عنوان انتصارنا هو وحدتنا وإيماننا بأنّنا شعب واحد مهما تعدّدت مكوناته، وأنّ التعددية نعمة حضارية لا نقمة، وأنّ العدالة الانتقالية تقتضي محاكمة المجرمين على أساس شخصي لا طائفي أو ديني أو قومي.

كيف يكون الأسد قد انتصر؟

كيف يكون الأسد قد انتصر وكتائبه العسكرية لا تستطيع التقدّم في أي مكان في سوريا مهما صغرت مساحته وقلّ شأنه إلاّ بعد أن تستخدم استراتيجية الأرض المحروقة وطائرات النظام الروسي والمرتزقة الطائفيين الأجانب.

كيف يكون الأسد قد انتصر وقد دمّر سوريا بالكامل، تماماً كما فعل هتلر بألمانيا وموسوليني بإيطاليا في الأربعينات من القرن الماضي.

لقد انتصرت الثورة أيها السادة…

انتصرت الثورة، منذ يومها الأوّل عندما خرج السوريون الذين ولدوا في حضن النظام ونشأوا في مؤسساته الشمولية – من طلائع بعث وشبيبة ثورة واتحاد نسائي –مطالبين هم أنفسهم  بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة والتعددية والديمقراطية.

انتصرت الثورة، عندما فشل النظام القمعي المجرم في كسر إرادة الشعب الثائر على الرغم من كل أعمال الفتك والبطش والقتل والتدمير والتعذيب والترهيب والتهجير والاغتصاب والذبح التي قام بها بهمجية لم تشهدها الإنسانية في تاريخها، في ظلّ صمتٍ عالمي مشبوه ودعم سافر من قوى الشرّ في العالم بقيادة روسيا وإيران.

انتصرت الثورة، عندما وقفت المرأ ة السورية مع الرجل والطفل والشيخ وقفة تحدٍّ شامخة لتقول للعالم “نحن باقون وليذهب الأسد”.

انتصرت الثورة، عندما تنشّق الشعب السوري نسيم الحرية مُغمَّساً بدماء الشهداء من أطفال وشيوخ ونساء في معاناة سيسجلها التاريخ في سجلٍّ ذهبي تُعلّمُ الشعوب معنى النضال لأجيال قادمة.

لم يعد مقبولاً وقوف أيّ سوري موقفاً لا مبالياً تجاه ما حدث ويحدث الآن. فواجبنا تجاه الوطن وأجيالنا القادمة يدعونا إلى العمل على نزع الشرعية المغتصبة أصلاً عن هذا النظام المجرم .

عنوان انتصارنا هو وحدتنا وإيماننا بأنّنا شعب واحد مهما تعدّدت مكوناته، وأنّ التعددية نعمة حضارية لا نقمة، وأنّ العدالة الانتقالية تقتضي محاكمة المجرمين على أساس شخصي لا طائفي أو ديني أو قومي.

حان الوقت لكي نحجز لأطفالنا أماكنهم في سوريا المستقبل، سوريا الحرية والكرامة والديمقراطية من خلال مقاومتنا السلمية وصمودنا.

حان الوقت لنقول معاً كلنا للوطن!

Previous Post
عيد الحب حلال هو أم حرام
Next Post
العصر الإسرائيلي الجديد في الشرق الأوسط

0 Comments

Leave a Reply

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

15 49.0138 8.38624 1 0 4000 1 https://fahedbacha.com 300 0