“عين العرب – كوباني” صراع الحرية والكرامة لأجيال المستقبل
ما يجري في عين العرب (كوباني) هو امتحان جديد ومفصلي لوحدة الشعب السوري وثورته الباسلة التي نادت بالحرية والكرامة والعيش المشترك والتعددية ووحدة التراب السوري والمواطنة.
اليوم جميع هذه الشعارات بل أكثر منها بكثير تضع الشعب السوري على المحك وتمتحن ارادته ووحدته واخلاصه لوطن جريح تآمر عليه وذبحه نظامه الحاكم ومن معه من مرتزقة ومكونات صامتة تحججت بالخوف من التغيير لتشارك في هدم وطن عانى منذ خمسين سنة وما زال يعاني.
منذ بدء الثورة هبت جميع مكونات المجتمع السوري الفسيفسائي التكوين والغني بتعددية القوميات والاديان والطوائف ليطالب كل منها بحقوق لها اغتصبها النظام الحاكم على مدى خمسة عقود. لم يراعي أي من هذه المكونات اولويات الوطن وحقوق المواطنة عليه وتلهى بالخلافات والمكتسبات التي لا يملك احدا ان يناقش بها او يمنحها لغيره في ظل ثورة لم تنجح بعد.
لن أطيل في التفاصيل التي بات يعرفها الجميع. اليوم معركة “عين العرب – كوباني ” هي معركة كل سوري يؤمن بوحدة الوطن والدفاع عنه ضد قوى الارهاب الاسدي والتطرف الداعشي الديني الغاشم. المعركة التي تدور اليوم هي معركة كل عربي وكردي وآشوري وسرياني وتركماني ويزيدي وسني وشيعي ومسيحي ومسلم ودرزي وعلوي يؤمن بوحدة تراب سوريا ويأمل لبناء دولة الحرية والديمقراطية والكرامة والتعددية والمشاركة. معركة كوباني – عين العرب، هي التي ستحدد مصير اولادنا -اجيال المستقبل- لعقود عديدة قادمة.
إن البطولات التي يسطّرها الغالبية من الاخوة الاكراد ومن يناصرهم من عرب وعشائر وملل سورية أخرى ستكون المثال الذي يجب أن يحتذى به في الدفاع عن كل المناطق والقرى والحارات السورية الاخرى من الصحراء في اقصى الشرق والجنوب إلى الشمال والغرب على الشاطئ السوري وجباله.
كل قطرة دم تنزف هي مصل الوحدة الوطنية التي تحتاجها سورية لكي تقهر المجرمين وتسترد كرامة الوطن وحريته. على الجميع الا يدقق في هوية من يقاتل في خندقه، عليه فقط أن ينصره ويقاتل معه جنبا الى جنب لقهر قوى الظلام الطائفي: النظام الاسدي وحلفائه الداعشيين وبالعكس.
أحييى اخوتي الاكراد السوريين الذين يدافعون عن وطني الغالي من أي فصيل كانوا وأقدر لهم تضحياتهم وبطولاتهم كما أحيي كل من انتصر لهم من عرب وفئات ومكونات أخرى وأدعو جميع القوى المقاتلة القادرة على الانتقال الى مسرح المعركة الاسراع الى نصرة المقاتلين في عين العرب واسرهم وادعو تركيا على رأس الدول الصديقة للشعب السوري أن تتعالى على مصالحها الوطنية وتدعم ابطال سوريا في عين العرب – كوباني وأن تساعدهم بكل الوسائل على دحر الغزاة الظلاميين.
فهد ابراهيم باشا