اليوم سوف يسجل التاريخ
بقلم: فهد ابراهيم باشا
سوف يسجل التاريخ أنه في السادس من تموز 2012 حدث تغيّر نوعي في تاريخ الثورة السورية الباسلة ضد نظام قمعي دكتاتوري مجرم آثر على هدم الوطن قبل أن يتنحى مُكرهاً عن حكم اغتصبه على مدى 50 عاماً. في هذا اليوم المبارك خطت الثورة السورية خطوتها الجديدة القويمة الراسخة بعد انطلاقتها المدوية الآولى التي حطمت بها حاجز الخوف وأطلقت فيها المارد السوري الثائر حاملا رايات الحرية والكرامة والديموقراطية. اليوم شاهدنا أبطال الداخل يقفون عمالقة في مؤتمر دولي ضمّ أكثر من مئة وزير خارجية ورئيس دولة تدّعي صداقتها للشعب السوري. وقف شباب الثورة السورية شبانا وحرائر ليمثلوا لأول مرة منذ اندلاع الثورة، الشعب السوري وثورته، بكبرياء وشموخ لا يمكن أن يتحلى بهما سوى أمثالهم من ثوار الداخل الأحرار الذين لا يعرفون المراوغة والدبلوماسية. جاء مندوبو الثورة من الداخل يحملون على أجسامهم غبار المدن السورية المدمرة وقراها المحترقة وآثارها المهدمة ومساجدها وكنائسها المنتهكة. جاؤوا وعلى وجوههم تصميم الأبطال ومن أجسامهم ينفح عبير دماء الشهداء، جاؤوا ليقولوا للعالم أن سوريا تسطيع أن تحرر نفسها بسواعدها ولكنها تنتظر من أصدقاءها أن يمدوها بالسلاح والمال والمواد الاغاثية وأن يحموا أبطالها باعلان منطقة حظر جوي تحميهم من الطيران الروسي الأسدي. ارتجل خالد ابو صلاح كلمته وكأنه زعيم أمة ممارس فصدحت كلماته مدوية: “إذا كنتم أصدقاء لسوريا فأعطونا أفعالا لا بيانات، فالشعب السوري يقتل ويهجر في هذه اللحظة التي أنتم فيها مجتمعون”. اليوم أدرك العالم قوة الانسان السوري وحقيقة الثورة السورية، اليوم تعلّم العالم معنى الحرية الحقيقية التي نبعت من القاعدة الشعبية حاملة أحلام جيل قرر أن يعيش حرّاً كريماً يشارك في بناء سوريا الجديدة التي سوف تشارك العالم في تطوير حضارته الانسانية. اليوم شاهدنا كيف أنّ ثوار الداخل دفعوا بوزيرة الخارجية الأميريكة بالخروج عن لغة الدبلوماسية مهددة روسيا والصين بدفع فاتورة دعمهما وتحالفهما مع معسكر الاجرام والقتل والارهاب مما استدعى تصريحاً روسياً فورياً من نائب وزير الخارجية الروسية بأن كلينتون خرجت عن حدود اللياقة الخطابية. اليوم شاهدنا وزير خارجية الامارات يتساءل بحزم وامتعاض عن سبب غياب كوفي عنان عن الاجتماع. اليوم شاهدنا أصدقاء سوريا من الدول تتسابق لتسجيل مواقف وتقديم اقتراحات لدعم مسار الثورة السورية وحقوقها. اليوم تغيرت اشارة المرور إلى اللون الأخضر وأصبح الطريق سالكاً بارادة شعبنا وثوارنا وجيشنا الوطني الحر وكلمتنا التي وصلت صادقة شفافة ساطعة لتخترق ضباب من امتطوا الثورة وخزلوها بنرجسيتهم وجهلهم وترددهم وخوفهم ومراوغاتهم. اليوم بدأ عجائز المعارضة يلهثون ليلحقوا بركب التحرير الذي انطلق قوياً مباركاً بإذن الله. نعم اليوم سوف يسجل التاريخ تحولاً مفصلياً سيكون له القول الفيصل واليد العليا في تحرير الوطن وبناء مستقبله. فادمون من تحت الرماد… وبأيدينا غصن زيتون وقلم وسلاح ومعول….
عاشت سوريا حرة أبية.