theme-sticky-logo-alt
theme-logo-alt

فريق السلّة السّوري، شباب واعد يحتاج إلى تدريب

0 Comments

بقلم فهد إبراهيم باشا

فاز المنتخب السوري على منتخب إيران في تصفيات دول آسيا لعام 2021 بنتيجة 77/70. ويعتبر هذا الفوز تاريخياً؛ حيث يعتبر منتخب إيران من أقوى المنتخبات الآسيوية؛ بل كان المنتخب الأقوى لسنين عديدة قبل إنضمام الصين وكوريا الجنوبية إلى المنافسة.

وتأتي أهمية هذا الفوز بانتقال المنتخب السوري؛ ليكون من الفرق التي ستشارك في تصفيات بطولة كأس آسيا 2021 التي ستقام من 17 إلى 24 فبراير/ شباط القادم في لبنان.

وتأهل المنتخب السوري في نسخة شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد فوزه على إيران في المركز الثاني في المجموعة الخامسة، على الرغم من خسارته مع قطر 72/79؛ وذلك لأنّ قطر بدورها، خسرت أمام السعودية وكانت السعودية قد خسرت أمام سوريا 70/75.

وعلى الرغم من فرحي الكبير بفوز الفريق السوري، وجدت أنّه لا بدّ من التعليق على المباراة بوجهة نظر نقدية احترافية بعيدة عن العواطف والمجاملات التي أتحفنا بها معلق محطة البي إن الرياضية القطرية والمليئة بالشخصنة والجهل بفنون وقواعد لعبة كرة السلة.

تُدار كرة السلة السورية الآن، من قبل لجنة مؤقتة تشمل عدداً من أبرز اللاعبين واللاعبات في العقدين الماضيين، منهم اللاعب المخضرم وائل عبد الحي، وذلك إثر الاستقالة الجماعية للاتحاد السوري لكرة السلة بسبب عدم التوافق بين أعضائه كما قيل.

وفي التحضير للمشاركة في دورة تصفيات دول آسيا لعام 2021، قررت اللجنة المؤقتة إرسال المنتخب إلى معسكر تدريبي في روسيا لمدة شهر كامل قبل بدء الدورة، سافر بعدها المنتخب إلى الإمارات في معسكر قصير لمدة 6 أيام لعب خلالها مباراتين حبّيّتين ومن ثم توجّه إلى قطر لاشتراك في نسخة تشرين الثاني/ نوفمبر، من بطولة كأس آسيا 2021.

وكانت اللجنة قد قبلت استقالة المدرب السوري هادي درويش وتعاقدت مع المدرب الأمريكي “جوزيف ساليرو” واللاعب الأميريكي “جورج كيل” قبل بدء المعسكر في روسيا. وقد تمّ تجنيس اللاعب الأميريكي لتأهيله للمشاركة في البطولة كما تقتضي قوانين المشاركة.

وقد ضمت بعثة المنتخب السوري إلى معسكر روسيا 20 لاعباً هم: “رامي مرجانة، أنس شعبان، مجد عربشة، هاني ادريبي، طارق الجابي، عمر الشيخ علي، أنطوني بكر، عبد الوهاب الحموي، محمد عمار الغميان، محمد حاضري، زكريا الحسين، جميل صدير، شريف العش، مجد أبو عيطة، جورجي نظاريان، توفيق صالح، وائل جليلاتي، إسحق عبيد، عمر إدلبي”، بالإضافة إلى المجنس الأميركي جورج كيل.  

لا شك أنّ 30 يوماً في معسكر تدريبي لفريق يتقابل مع مدرب جديد وصانع ألعاب للمرة الأولى لمدة 30 يوماً، ليس بوقت كافٍ. وقد ظهر هذا جلياً من خلال مستوى الفريق خلال المباريات، حيث افتقد لاعبوه إلى اللعب الجماعي المنظم ولجأوا إلى الاعتماد على مهاراتهم الفردية الخاصة التي غالبًا، ما كانت تخزلهم بسبب فرديّتهم ونقص المتابعة من قبل زملائهم في الفريق؛ الأمر الذي أضاع الكثير من الفرص والسلات المؤكدة وأدى إلى فوزه المتواضع على الفريقين الإيراني والسعودي وخسارته أمام الفريق القطري.

كذلك، وعلى الرغم من نجاح خطة دفاع المنطقة التي طبقها المدرب الأمريكي في المباريات التي لعبها فريقه، كانت الأخطاء الدفاعية كثيرة وخاصة من حيث وجوب قيام اللاعبين بالتبديل السريع بينهم في التصدي للاختراقات من قبل المهاجمين، فشلهم في عملية تشكيل الطوق الدفاعي تحت السلة للحصول على الكرات المرتدة من التسديدات؛ الأمر الذي أعطى الفرق المنافسة فرص الحصول على الكرات الدفاعية المرتدة.  

كان من الواضح أنّ المدرب الأمريكي لم يكن يعرف بشكل جيد إمكانيات لاعبيه ولم يتمكن خلال المعسكر من نسج علاقة تفاهم وتعاون بين أعضاء الفريق تبرز القدرات الفعلية الجيدة التي يملكها لاعبو المنتخب الشاب، وخاصة تمكين الفريق من الانسجام مع اللاعب الأمريكي “جورج كيلي” الذي انفرد باللعب وكان يصول ويجول في أغلب الأحيان دون أن يتبادل الكرات مع اللاعبين الآخرين أو مساعدتهم بالتمريرات الذكية لتسجيل النقاط، التي من المفترض أن تكون من مهام صانع الألعاب في الفريق. فكثيرا ما كنا نشاهده يقود هجمات أحادية لا طائل منها، ويدخل إلى السلة دون الاستفادة من القدرة التي يمتلكها في تسجيل الثلاثيات، فيهدر الكرات ويترك فراغاً وراءه في مركز صانع الألعاب، مما يتيح للفريق المنافس القيام بهجمات مرتدة ناجحة.

وعلى الرغم من نجاح الفريق السوري نسبياً في دفاع المنطقة (الزون(، كان ضائعاً وغير منسجم في دفاع رجل لرجل خاصة عندما كان يطبق عليه الدفاع الضاغط، هذا على الرغم من أنه يملك لاعبين سريعين مثل جورج كيلي ورامي مرجانة وأنطوني بكر وطارق الجابي.

من ناحية أخرى ظهر اللاعب العملاق “عبد الوهاب الحموي” لاعباً لا يملك أقل المهارات المطلوبة من لاعب محترف؛ فهو لا يجيد الدفاع وصد الكرات على الرغم من طول قامته فيحرك ذراعَيه باتجاه اللاعبين المهاجمين وليس كراتهم فيرتكب الأخطاء الشخصية كأيّ لاعب آخر لا يملك طول قامته. من ناحية أخرى يتموضع عبد الوهاب في الهجوم خارج الدائرة فيلغي أي فائدة. يمكن للفريق الاستفادة من طول قامته في حال وجد قرب السلة، فهو كان فاشلاً في الهجوم وفاشلاً في متابعة الكرات المرتدة عن السلة، وحتى في في المناورة والتسديد القريب أو البعيد أو في الرميات الحرّة. بالفعل، لا أدري إن كان اختيار هذا اللاعب في الفريق اختيارا صائبا؟

أمّا باقي أعضاء الفريق، فمن المفروض أن يفهموا أنّ كرة السلة هي لعبة جماعية وسريعة وأي لعب فردي تكون نتائجه وخيمة وسلبية على الفريق، وأنّ اللاعب عليه أن يحسن اختيار التوقيت المناسب للتسديد عن بعد أو النزول إلى السلة وأنه في النهاية مسؤول عن هدر الهجمة التي يقوم بها.

وفي التحضير لمباريات شهر شباط القادم، على الفريق السوري أن يراجع كلّ فيديوهات المباريات التي لعبها، وأن يظهر المدرب لكل لاعب أخطاءه، ويركز على قدرات اللاعبين في التصويبات الثلاثية وخاصة رامي مرجانة وطارق الجابي وأنطوني بكر، بالإضافة إلى خلق نوع من كيمياء التعاون بين الفريق ككل، مع اللاعب الأمريكي.

أمّا اللاعب عبد الوهاب، فعلى المدرب أن يحاول تحسين مهاراته أو الاستغناء عنه لصالح آخرين موجودين لديه، وهم أقل طولاً لكنهم أكثر مهارة.

Previous Post
“ماكرون” الخطوة الناقصة
Next Post
5 حزيران يوم تحولي مفصلي لم يبق بعده كما كان قبله.. حوار مع ميشيل كلو

0 Comments

Leave a Reply

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

15 49.0138 8.38624 1 0 4000 1 https://fahedbacha.com 300 0