theme-sticky-logo-alt
theme-logo-alt

شهر العسل المرتقب بين عون والحريري

0 Comments

كنت على الدوام أشمئز من أننا العرب شعوباً وقيادات تسير كالقطيع وراء رعاتها. كلنا تابعين لقادة سياسيين أو روحانيين أو دينيين أو قوميين أو ممولين سواء كنا من المسلمين أو المسيحيين. قادتنا هؤلاء، بدورهم، ينتظرون القرار ممن يمولهم أو من عينهم في منصبهم أو من يحميهم أمنياً وعسكرياً، قد يكون هذا الطرف شخصاً أو دولة محلية أو افليمية أو عظمى، قد يكون هذا الطرف عشيرة أو قبيلة أو طائفة أو أثنية أو مذهب.

كلنا نحن الشعوب المغلوبة على أمرها ننتظر الفرج أن يأتي بمشيئة الله من إرادة أخرى غير إرادتنا؛ فعندما ينطق الزعيم أو الرئيس أو العالم الديني أو الملّة أو المطران أو الدكتاتور أو الملك، يأتينا الوحي فهو الموهوب الذي يلهمنا ويضئ لنا الطريق لكي نسير عليه نحن وأطفالنا، نحن تابعون تماماً كالقطيع الذي يتبع البهيمة الذي وضع لها الراعي الجرس في عنقها. حصل هذا عبر تاريخنا المعاصر دون استثناء وللأسف ما زال يحصل وسيستمر في الحصول طالما نحن لا نحترم أنفسنا ونثق بقدراتنا على التغيير ونتمسك بإرادتنا على الكفاح السلمي على تحقيق التغيير، ليس من أجلنا بل من أجل أجيالنا القادمة. فنحن اعتدنا المذلة والخنوع ولكن السؤال كيف نرضى لأطفالنا أن يعيشوا ويعانوا مثلنا؟

كنت على الدوام أصاب بالغثيان عندما أشاهد هؤلاء الملوك والزعماء والقادة الذين سرقوا أموالنا واغتصبوا مقدرات أوطاننا وما زالوا يسرقون وينهبون اقتصادنا ويتحكمون بمقدراتنا ومستقبل أطفالنا وهم لا يستطيعون أن يقرأوا خطاباً واحداً وأحياناً جملة واحدة دون أن يخطئوا باللغة وقواعدها أو بالالقاء أو حتى بالقراءة. هم في العادة معصومون عن الخطأ، عالمون حتى بالغيب. إنهم ملهمون؛ بتوجيهاتهم تسير الدولة وبها نعيش ونحيا ونزدهر، من حولهم تجمع هو عبارة عن موظفي بريد تنفيذيين ينقلون لنا أوامرهم ويسهرون على تنفيذها. فالوحي يأتيهم في كل شئ إلا عندما يريدون أن يتحدثوا الينا أو يقرأوا فعندها تخونهم لغتهم ويظهرون على حقيقتهم ويعكسوا مستواهم العلمي.

شاهدت الاسبوع الماضي بحزن شديد تعيين ميشيل عون العماد الجبان الذي تخلى عن جنوده في المعركة يوم حان وقت المعركة الرئيسة التي طبّل لها وزمّر وتحدى وهدد غريمه الذي نفق الأسد الأب في معركة أطلق عليها هو – عون نفسه – معركة التحرير. هرب السوبرعماد مع بعض زبانيته المقربين من جنرالات ورعية بعد أن أطلقت الرصاصات الاولى على قصر بعبدا. ذهب بتنسيق مع سوريا وحماية دولية إلى السفارة الفرنسية طلباً لللجوء السياسي. وترك طاقم الحكومة العسكرية الانتقالية التي كان يرأسها زيزمجر بها وينهر ويشتم، تركوا جنودهم وحيدين في المعركة دون قيادات تحت رحمة الأسد وجيشه المجرم.

بعد ذلك توالت مواقف هذا الزعيم الورقي وتصريحاته الهزلية وتحالفاته الاستراتيجية التي طالما أخطأ بها ليصبح نجم البرامج التلفزيونية الكوميدية بلا منازع. تعود الاعلام على نقل تناقضات مواقفه، وكلامه البذئ تجاه خصومه من السياسيين وبخاصة الاعلاميين الذي يرى فيهم تهديداً له لأنهم الأكثر قدرة على كشف حقيقته وإبراز المستوى الفعلي لشخصيته النرجسية الفاشية وعنجهيته الفارغة وتربيته السيئة.
كانت المفاجأة الكبرى عندما عندما خرج الدخان الأبيض من مدخنة كتلة 14 تشرين من سمير جعجع (غريم عون في حرب الالغاء التي أودت بحياة عشرات الألوف من الشباب اللبناني في الثمانينات)، ومن بعده سعد الحريري رئيس تيار المستقبل الذين قررا أن يدعموا مرشح حزب الله وسوريا ويتقاسما معه السلطة وهم من المفروض أن يكونا المعارضين لوصوله الى كرسي الرئاسة.
أخرج قرار التوافق هذا على أنه قراراً لبنانياً وطنياً، قراراً لمصلحة الوطن لبنان، قراراً اتخذ لانقاذ لبنان من الفوضى الخلاقة المدمرة التي تعم المنطقة. وعلى الرغم من تمنياتنا المخلصة أن يكون هذا الدافع صحيحاً وأنّ توافقاً حقيقياً قد حصل، فإننا لم نصدق استقلالية القرار وامكانية صمود التشارك في الحكم على أساس صيغة الطائف ممكناً وبخاصة مع رئيس له صفات ميشيل عون العدو اللدود للطائف والموالي الخنوع لسوريا من جهة، ومع الرئيس الحريري ابن عراب الطائف وعدو النظام السوري اللدود من جهة أخرى.

على الرغم من تمنياتنا للبنان البلد العربي الجميل وشعبه المضياف الخلاق بالسلام والازدهار؛ السؤال الذي لا بدّ من طرحه:

من المخطئ هنا: هذا التحالف الميكيافيللي الخلاق المثير للعجب والجدلي، أو تحليلنا البسيط المبني على العقلانية والطبيعة البشرية ومعرفة ميشيل عون ومحوره الاجرامي وهلاله الطائفي؟

فيما يلي روابط عن شريط القسم وخطاب القسم والأخطاء اللفظية واللغوية والتلعثمات التي وقع فيها ميشيل عون في يوم بقي يعدّ له 26 عاماً. فهو إمّا أن يكون غبياً لا يستطيع أن يتعلّم أو أنه لم يتنازل للاعداد لأي شئ لمثل هذا اليوم لأنه ملهم عالم بكل شئ أو أنه يستهتر بشعبه ولا يخاف أي حساب.

كذلك لقطات مختلفة عن المواقف المتناقضة التي ميزت مسيرة عون وقلة أدبه وعدم احترامه للاعلاميين واللبنانيين على السواء.

Previous Post
الديمقراطية العجيبة على الطريقة اللبنانية
Next Post
هتلر الألفية الثالثة

0 Comments

Leave a Reply

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

15 49.0138 8.38624 1 0 4000 1 https://fahedbacha.com 300 0